يتميز بقدرات فنية وإبداعية عالية، ويعتبر التمثيل متعة وإحساسا.
محمد ياسين - mbc.net
استطاع الفنان القطري عبد العزيز جاسم أن يخطو بالدراما الخليجية خطوات كبيرة للأمام.. ليس لكونه ممثلا فقط، ولكن أيضًا لكونه منتجًا، يتصدى لتقديم العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية الهادفة التي تنتقد الظواهر الاجتماعية، وأحدثها مشكلة ارتفاع إيجارات العقارات في دول الخليج، التي عبّر عنها في مسلسل "قلوب للإيجار"، الذي يعرض على شاشة MBC1 حاليًا، وجعله يستحق أن يحمل لقب "نجم الأسبوع"، بعد أدائه الرائع فيه، بحسب إجماع الجمهور والنقاد.
قدرات فنية وإبداعية
يتميز عبد العزيز جاسم بقدرات فنية وإبداعية عالية تتجلي في قدراته الخاصة التي منحته قدرة وسلاسة ومرونة في التلوّن والتنوع في أدواره ما بين التراجيدية والكوميدية والشريرة والطيبة والإنسانية، والأهم من ذلك القدرة على إقناع مشاهديه بما يقدمه من أدوار ينسى شخصيته الحقيقية معها ويذوب في الشخصيات التي يتصدى لها، وهذه هي المهمة الأصعب للفنان المبدع الحقيقي، ومردها إلى تأكيده الدائم على عشقه للتمثيل بصورةٍ لا يضاهيها عشق آخر في دنياه، إضافة إلى أنه يعتبر التمثيل متعة ومعرفة وغوصا في أحاسيس مختلفة، وكل هذا أهله ليكون ممثلا من الطراز الأول يعطي للدراما نكهة مميزة وطعمًا خاصًا.
ويكفيه أنه يترك بصماته في رمضان من كل عام في مخيلة جمهوره وعشاق فنه، كما حدث مع "قلوب للإيجار" الذي أنتجه تلفزيون قطر بمشاركة "شركة المنار" التي يملكها جاسم، وضم كوكبة كبيرة من النجوم العرب المتميزين من قطر والبحرين ومصر والسودان، وتدور أحداثه في قالب كوميدي على مدار ثلاثين حلقة حول العديد من الأزمات والمشكلات التي تعيشها بعض الأسر القطرية بشكل خاص والخليجية بشكل عام في ظل أزمة ارتفاع أسعار العقارات والغلاء الرهيب، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي حلّت بالعالم أجمع وتأثيرها على الشأن المحلي.
لا لتفصيل الأدوار
يقول جاسم لموقع mbc.net إن المسلسل يمثّل تجربة درامية كوميدية تنتقد عددًا من الظواهر الاجتماعية السلبية، وإنه تناول -عبر مجموعة متميزة من الفنانين والفنانات- جملةً من الموضوعات التي تمارس لغة الناقد والمحلل لقضايا المجتمع، وإن المسلسل شهد مباراة عالية المستوى في التمثيل من نجومٍ كانوا في حالة من الانضباط العالية.
وأرجع تعاونه مع وداد الكواري في أكثر من عمل منها "عندما تغني الزهور" و"نعم ولا" إلى أن كتاباتها واقعية تمس شغاف المجتمع الخليجي لما تملكه من رؤية عميقة وتحليلية ثاقبة للأمور، وبراعتها في تقديم نماذج تعيش بيننا.
وأشار إلى أنه يتمسك بنصوصها كونها مبدعة وتكتب الأعمال الناجحة والجريئة والجديدة من نوعها، وهو ما يتيح له الفرصة للمحافظة على المستوى الذي وصل إليه بنصوصها، ونفى أن يكون التعاون مرجعه تفصيلها أدوارًا على مقاسه قائلاً: "أبحث عن الظهور الجيد، وليس كثرة الظهور، فالعمل الذي يبقى هو ما يرسخ في ذاكرة المشاهد، ليس بالكم؛ ولكن بالكيف"، ولفت إلى أنه استطاع من خلال أعماله السابقة إظهار وجوه جديدة وآخرين أصبحوا نجوما، خصوصا أنه نادى كثيرا بضرورة وجود أعمال كثيرة ومتنوعة تستوعب الطاقات الشبابية المميزة.
بين المسرح والتلفزيون
قدم جاسم خلال الربع قرن الأخير عشرات الأعمال الفنية الناجحة، ومنها مسلسلات تلفزيونية وإذاعية وتربوية بدأها عام 1982 بمسلسل "عيد وسعيد"، ثم قدم في ثلاثة أجزاء مسلسل "فايز التوش" وعرض أعوام 1984 و1985 و1988، و"محسن منكم وفيكم" 1987، و"الناس بيزات" عام 1993، وبعد ذلك حرص على تقديم مسلسلين أو ثلاثة في العام الواحد كما حدث في "السر في بير" و"عفوا سيدي الوالد" 1994، وبعدها "جرح الزمن" و"حكم البشر" و"يوم آخر" و"درب المحبة" و"البيت الكبير" و"أحلام البسطاء" و"عيال الذيب" و"بعد الشتات" و"عندما تغني الزهور" و"جمرة غضي" و"عيال الفقر" و"يتيم" و"حتى إشعار آخر" و"تناتيف" و"المقاريد" و"نعم ولا".
وفي العام الماضي قدم جاسم مسلسلي "التنديل" و"البارونات"، وفي موازاة هذه المسلسلات قدم عددا من المسرحيات سواء للكبار أو الأطفال بدأها عام 1988 بـ"عنتر وأبله"، وفي العام التالي قدم "زلزال" ثم "قطار المرح" و"سعدان في غابة الأحزان" و"مفلح في المريخ" و"السيارة العجيبة" و"وحش الليل" و"بشت المدير" و"في بيتنا مرشح" و"وزير الناس" و"البترول يا حكومة" و"هوامير الأسهم" و"يا هل الشرق" و"خليك في البيت" التي قدمها عام 2006. وهو متزوج، وله ستة أولاد أكبرهم "سعود" الذي يبلغ من العمر 23 عاما.